مبنية على أحداث واقعية
بعد مرور السنين… تداول صورة بطلة فيلم "حياة أو موت" تعيد ملف أشهر أزمة دوائية عالميًا إلى الواجهة
عاد اسم فيلم «حياة أو موت» للانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صورة نادرة للطفلة ضحى أمير، بطلة الفيلم، التي جسدت مشهد السباق مع الزمن لإنقاذ والدها من تناول دواء خاطئ يحتوي على “سم قاتل”. الصورة أعادت للأذهان واحدة من أكثر القصص إثارة في السينما المصرية التي تناولت خطأ صيدلي بسيط كاد أن يودي بحياة أسرة كاملة… لكنه كان بداية درس عالمي في إدارة الأزمات.

في الفيلم، تمكن الصيدلي من اكتشاف خطأه بسرعة وإصلاحه بمساعدة الشرطة، لتنجو الأسرة في النهاية، لكن في عالم الشركات الواقعي، إدارة الأزمات أعقد بكثير، وقد تتحول الأخطاء الصغيرة إلى كوارث بشرية واقتصادية إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح. مثال ذلك أزمة كبسولات التايلينول عام 1982، التي أصبحت دراسة حالة حول التعامل مع الأزمات في الصناعة الدوائية.
أزمة التايلينول.. دواء رقمه واحد يتحول لكابوس
في عام 1982، توفي سبعة أشخاص في شيكاغو بعد تناولهم كبسولات "تايلينول" الملوثة بمادة السيانيد القاتلة. كان التايلينول المسكن الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة، يسيطر على 37% من السوق ويحقق نحو 15% من أرباح شركة جونسون أند جونسون. التحقيقات أظهرت أن العبوات تم العبث بها خارج المصنع، ولم يتم الوصول للجاني.
استراتيجية جونسون أند جونسون في إدارة الأزمة
إطلاق تحذيرات عاجلة
أصدرت الشركة بيانات للجمهور تحذر من المنتج، مؤكدة أن سلامة الناس أولوية قصوى.
سحب شامل للمنتجات
تم سحب 31 مليون عبوة رغم احتمالية التلوث القليلة، وخسرت الشركة نحو 100 مليون دولار، لكنها كسبت ثقة الجمهور.
فتح خطوط اتصال مع الإعلام والمستهلكين
أُنشئت خطوط ساخنة للرد على استفسارات الجمهور وخط مجاني للصحفيين لتقديم مستجدات الأزمة بشفافية.
تكرار الأزمة عام 1986 والدروس المستفادة
عند تكرار الأزمة عام 1986، قامت الشركة بسحب المنتجات فورًا، ثم قدمت حلولًا وقائية:
- تصميم عبوات مضادة للعبث وذات أختام أمان،
- إطلاق نسخة Caplet صعبة التلاعب،
- تقديم خصومات وكوبونات لتشجيع العودة للمنتج،
- تدريب فريق مبيعات للتواصل مع الأطباء والصيادلة.
- وفي أقل من عام، استعادت الشركة مكانتها، وأصبح التايلينول نموذجًا للمنتج الآمن.