عاجل- ترامب يعلن حصارًا شاملًا على ناقلات النفط الفنزويلية وتصعيد التوتر في البحر الكاريبي
أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موجة من التوتر الدولي بعد إعلانه عن فرض حصار شامل وكامل على جميع ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو الخارجة منها، في خطوة وصفها محللون بأنها تصعيد كبير ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وجاء الإعلان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء، مطالبًا باستعادة النفط والأصول الفنزويلية، في وقت تواجه فيه واشنطن أزمة حادة في أسواق الطاقة العالمية.
الاحتجاز الأخير للناقلات
وفي الأسبوع الماضي، قامت الولايات المتحدة باحتجاز ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية، زاعمين تورطها في شبكة شحن نفط غير مشروعة تدعمها منظمات إرهابية خارجية، وكانت الناقلة متجهة إلى كوبا. هذا الإجراء أثار غضب كاراكاس وأثار مخاوف من تصعيد أكبر في المنطقة.
وفقًا لتقارير وكالة "رويترز"، فإن أسطول السفن الخاضعة للعقوبات والذي يُستخدم لنقل النفط الفنزويلي يضم نحو 30 سفينة، بينما أظهرت بيانات موقع "تانكر تراكرز" أن هناك أكثر من 12 ناقلة نفط موجودة حاليًا في المياه الفنزويلية.
رد فعل فنزويلا
ردت الحكومة الفنزويلية على إعلان ترامب بوصفه تهديدًا متهورًا وخطيرًا، وقالت في بيان رسمي: "يعتزم الرئيس الأمريكي فرض حصار بحري عسكري على فنزويلا بطريقة غير منطقية تمامًا، بهدف نهب ثروات وطننا".
وأكدت كاراكاس أن هذه الإجراءات تنتهك القانون الدولي وحرية الملاحة، واعتبرت أن إعلان ترامب يُمثل تصعيدًا خطيرًا قد يزعزع الاستقرار في المنطقة.
التواجد العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي
تمتلك الولايات المتحدة حاليًا 11 سفينة حربية في منطقة البحر الكاريبي، وهو أكبر عدد لسفنها في المنطقة منذ عقود؛ ومع ذلك، يشير محللون إلى أن هذا العدد ربما لا يكون كافيًا لتنفيذ حصار بحري تقليدي يشمل إغلاق السواحل بالكامل، كما هو معمول به عادة في الحروب الاقتصادية التقليدية.
وفي سياق متصل، نفذ الجيش الأمريكي منذ سبتمبر الماضي عشرات الغارات على سفن يُزعم أنها تحمل مخدرات، في إطار حملة تهدف وفق إدارة ترامب إلى وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، مما يعكس تصعيد واشنطن تجاه أي أنشطة بحرية تعتبرها غير قانونية.
تصريحات البيت الأبيض
جاء إعلان ترامب بعد أن نقلت تقارير صحفية عن تصريحات لرئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، تفيد بأن ترامب يريد "استمرار تفجير السفن حتى يستسلم مادورو"، في إشارة إلى عزمه على زيادة الضغط الاقتصادي والعسكري على فنزويلا.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من سياسة ترامب المعروفة بالتصعيد المباشر، حيث يسعى إلى استخدام القوة الاقتصادية والعسكرية لفرض أهدافه السياسية في الخارج، خصوصًا فيما يتعلق بالنفط والموارد الاستراتيجية.
السياق الاقتصادي والجيوسياسي
تمثل فنزويلا إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، والنزاع الحالي يثير قلق الأسواق العالمية للطاقة، خصوصًا مع تراجع الإنتاج النفطي في العديد من الدول وإعادة توزيع التدفقات النفطية الدولية.
ويشير خبراء إلى أن حصار ناقلات النفط الفنزويلية قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط عالميًا، ويزيد من حدة التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها في أميركا اللاتينية، كما قد يفاقم الأزمة الاقتصادية في فنزويلا ويؤثر على المدنيين بشكل مباشر.
تحليل المخاطر
تصعيد عسكري محتمل: مع وجود السفن الحربية الأمريكية في البحر الكاريبي، هناك احتمال ارتفاع حدة الاحتكاك مع القوات الفنزويلية أو الناقلات المرافقة لها.
أزمة اقتصادية: أي إغلاق أو احتجاز ناقلات نفطية يزيد من التوترات الاقتصادية ويؤثر على صادرات النفط الفنزويلية، ما قد يؤدي إلى أزمة في الطاقة والأسواق العالمية.
تداعيات دبلوماسية: الخطوة الأمريكية قد تثير انتقادات دولية واسعة، وتضع واشنطن في مواجهة مع شركاء محتملين في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين قد يدينون التصعيد العسكري.
