جسد صغير يصارع الموت.. مأساة الطفلة «مسك العديني» تكشف الوجه القاسي لمعاناة أطفال غزة
بعينين مغمضتين وجسد واهن لا يقوى على الحركة، ترقد الطفلة الرضيعة مسك العديني داخل أحد مستشفيات قطاع غزة، في مشهد يلخص حجم المأساة التي يعيشها آلاف الأطفال تحت وطأة الحرب ونقص الرعاية الطبية، حيث تتحول الأشهر الأولى من العمر إلى معركة مفتوحة مع الألم والموت.
طفولة مسلوبة منذ الأشهر الأولى
مسك، التي لم تتجاوز ستة أشهر من عمرها، هي الطفلة الوحيدة لوالدتها، وتعيش منذ ولادتها صراعًا قاسيًا من أجل البقاء. وتعاني الرضيعة من فقدان جزء غير محدد من الدماغ، ما تسبب في ارتخاء كامل وشديد في جسدها الصغير، لتصبح عاجزة عن تحريك رقبتها أو أطرافها، في صورة مؤلمة لطفلة لم تعرف بعد معنى الحياة.
أمراض متفاقمة وسوء تغذية حاد
ولا تتوقف معاناة الطفلة عند الإعاقة العصبية، إذ تعاني كذلك من حموضة خطيرة في الدم، وسوء تغذية حاد أدى إلى إصابتها بإسهال مزمن واستفراغ مستمر، فضلًا عن ارتفاع متكرر في درجات الحرارة. ومع عدم قدرتها على الرضاعة الطبيعية، تواجه مسك صعوبات شديدة في التنفس، لتتحول كل دقيقة في حياتها القصيرة إلى اختبار قاسٍ للصمود.
أم تراقب وطفلة تقاوم
وفي حضن أم أنهكها الخوف والعجز، تخوض مسك معركتها الصامتة، بينما تكتفي الأم بالدعاء ومراقبة جسد صغير يذبل يومًا بعد يوم، في ظل واقع صحي يفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية الطبية المتخصصة.
أرقام صادمة عن أوضاع الأطفال في غزة
وفي 21 ديسمبر الجاري، كشف رئيس وحدة المعلومات في وزارة الصحة بغزة، زاهر الوحيدي، أن نحو 1500 طفل في القطاع ينتظرون فتح المعابر للسفر وتلقي العلاج بالخارج، مؤكدًا أن أكثر من 110 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية، من بينهم 9500 طفل يعانون سوء تغذية حاد.
وأشار إلى أن 42% من النساء الحوامل في غزة يعانين فقر الدم، لافتًا إلى ارتفاع ملحوظ في وفيات الأطفال نتيجة غياب الخدمات الصحية ومنع المرضى من السفر، حيث توفي نحو 1200 مريض، من بينهم 155 طفلًا، بسبب عدم إجلائهم لتلقي العلاج اللازم خارج القطاع.
مناشدة أب يائس
ومن جانبه، تحدث والد الطفلة مسك العديني بصوت يثقله الألم، مؤكدًا أن حالة ابنته «بالغة الخطورة»، وأن كل يوم يمر يزيد من تدهور وضعها الصحي. وأوضح أن الأطباء قدموا ما استطاعوا من إسعافات داخل المستشفى، إلا أن نقص المعدات والإمكانات الطبية جعل تلك المحاولات مجرد حلول مؤقتة لا تكفي لإنقاذ حياتها.
وأضاف الأب أن الأطباء حذروهم من تدهور صحي مفاجئ قد يحدث في أي لحظة، مشيرًا إلى أن المستشفيات داخل القطاع تعجز عن توفير العلاج التخصصي الذي تحتاجه الطفلة بشكل عاجل.
«أنقذوا مسك قبل فوات الأوان»
واختتم الأب مناشدته بنداء إنساني مؤلم، مؤكدًا أن علاج مسك خارج قطاع غزة هو الأمل الوحيد المتبقي لإنقاذ حياتها، قائلًا: «كل ساعة تمر تقلل فرص نجاتها.. أنقذوا مسك قبل فوات الأوان».
