حصاد 2025.. الانضباط المدرسي وانتظام الحضور.. عودة المدرسة إلى دورها التربوي والتعليمي
شهدت المدارس بمختلف المراحل التعليمية خلال العام الدراسي 2024/2025 حالة ملحوظة من الانضباط وانتظام الحضور، في إطار خطة متكاملة تبنتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لإعادة المدرسة إلى دورها الأساسي كمؤسسة تربوية وتعليمية فاعلة، قادرة على تحقيق نواتج التعلم وبناء شخصية الطالب، بعيدًا عن مظاهر الغياب والتسرب التي أثرت سلبًا على العملية التعليمية في فترات سابقة.
وانطلقت خطة الانضباط المدرسي من التأكيد على أن الحضور المنتظم للطلاب هو الركيزة الأولى لتحسين جودة التعليم، حيث شددت الوزارة على تفعيل لوائح الانضباط المدرسي، وربط التقييمات الشهرية ونسب الحضور الفعلي بأداء الطالب داخل الفصل، بما عزز من التزام الطلاب بالحضور والمشاركة اليومية في الأنشطة التعليمية.
واعتمدت الوزارة في هذا الإطار على آليات متابعة دقيقة، شملت التسجيل الإلكتروني للحضور والانصراف، والمتابعة اليومية من الإدارات التعليمية، إلى جانب تكثيف الزيارات الميدانية للمدارس لرصد مدى الالتزام بالخطة الدراسية، وانتظام المعلمين والطلاب، وسير الحصص وفق الجداول المعتمدة دون إخلال أو اختصار.
وساهم انتظام الحضور في رفع كفاءة العملية التعليمية داخل الفصول، حيث أتاح للمعلمين تنفيذ الشرح وفق الخطة الزمنية المحددة، وإجراء التقييمات المستمرة، ومعالجة الفروق الفردية بين الطلاب، بدلًا من الاعتماد على الشرح السريع أو المكثف في نهاية الفصل الدراسي.
وفي السياق ذاته، عززت الوزارة من الدور التربوي للمدرسة من خلال تفعيل الأنشطة المدرسية والرياضية والثقافية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في جذب الطلاب للمدرسة، وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والسلوكية، وبناء روح الانتماء والمسؤولية، بما ينعكس إيجابيًا على مستوى الانضباط داخل الحرم المدرسي.
وامتد تأثير الانضباط المدرسي إلى تحسين العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور، عبر قنوات تواصل مستمرة تتيح متابعة مستوى الحضور والسلوك والتحصيل الدراسي، والتدخل المبكر في حالات الغياب المتكرر أو ضعف الالتزام، بما يسهم في الحد من التسرب الدراسي وتعزيز الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية.
كما أسهمت الإجراءات المنظمة للحضور والانضباط في دعم العدالة التعليمية، من خلال ضمان حصول جميع الطلاب على فرص متكافئة في التعلم داخل الفصل، والحد من الاعتماد على الدروس الخصوصية، وتعزيز الثقة في المدرسة كبيئة تعليمية قادرة على أداء دورها بكفاءة.
ويعكس ما تحقق في ملف الانضباط المدرسي خلال العام الدراسي الحالي توجهًا واضحًا نحو ترسيخ ثقافة الالتزام داخل المدارس، تقوم على المتابعة الجادة والتحفيز والمساءلة في آن واحد، وتؤكد أن إصلاح التعليم لا يقتصر على تطوير المناهج أو الامتحانات، بل يبدأ من انتظام اليوم الدراسي واستعادة هيبة المدرسة ودورها المحوري في بناء الإنسان.




