نزلات البرد خطوة بخطوة.. كيف تبدأ الأعراض ومتى تنتهي؟ ونصائح لتجنب المضاعفات
مع انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، تزداد فرص الإصابة بنزلات البرد، ذلك المرض الشائع الذي يطرق الأبواب بهدوء لكنه قد يسبب إزعاجًا كبيرًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. فبين عطسة مفاجئة والتهاب في الحلق، تبدأ رحلة عدوى فيروسية تُعد الأكثر انتشارًا بين البشر على مستوى العالم.
وتشير تقارير طبية حديثة، من بينها ما نشره موقع Everyday Health المتخصص في الشؤون الصحية، إلى أن نزلات البرد تنتج عن مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتظهر أعراضها عادة بعد يومين من التعرض للعدوى، وتبلغ ذروتها خلال عدة أيام، قبل أن تبدأ في التراجع تدريجيًا خلال فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام.
البداية الهادئة للعدوى
في أول يومين من الإصابة، تظهر الأعراض بشكل خفيف نسبيًا، حيث يشعر المريض بخشونة أو ألم بسيط في الحلق، إلى جانب العطس المتكرر وثقل في الرأس. ويكون الفيروس في هذه المرحلة قد بدأ بالانتشار داخل الأغشية المخاطية للأنف والبلعوم، ما يؤدي إلى انسداد الأنف وسيلانها.
وينصح الأطباء خلال هذه المرحلة بالاعتماد على الراحة التامة، والإكثار من تناول السوائل الدافئة، إذ يحتاج الجسم إلى الحفاظ على طاقته لمقاومة الفيروس دون الحاجة إلى تدخلات دوائية قوية.
ذروة الأعراض في منتصف الإصابة
بين اليوم الثالث والخامس، تصل نزلة البرد إلى ذروتها، حيث تشتد حدة الاحتقان الأنفي، ويظهر السعال المتقطع، وقد يصاحب ذلك بحة في الصوت وإجهاد عام. وفي هذه الفترة، قد يتغير لون الإفرازات الأنفية من الشفاف إلى الأصفر أو الأخضر، وهو ما يعتقد البعض خطأً أنه دليل على عدوى بكتيرية، بينما يؤكد الأطباء أن هذا التغير يعكس نشاط الجهاز المناعي وليس سببًا لتناول المضادات الحيوية.
وتُعد بخاخات الأنف الملحية من الوسائل الفعالة لتخفيف الاحتقان، كما يُنصح بتجنب التدخين أو التعرض للهواء البارد المباشر، لأن ذلك قد يزيد من تهيج الجهاز التنفسي.
مرحلة التعافي التدريجي
مع بداية اليوم السادس، تبدأ الأعراض في التراجع تدريجيًا، حيث يتحسن التنفس وتختفي الحمى إن وُجدت. ومع ذلك، قد يستمر السعال لفترة أطول بسبب بقاء تهيج بسيط في الشعب الهوائية.
وخلال هذه المرحلة، تساعد المشروبات العشبية مثل الزنجبيل والنعناع، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء، في تسريع عملية التعافي وتقليل الإحساس بالإجهاد.
متى تصبح الأعراض مدعاة للقلق؟
ليست كل الأعراض التي تشبه نزلة البرد بسيطة بالضرورة. فإذا استمرت الأعراض لأكثر من عشرة أيام دون تحسن، أو صاحبها ألم شديد في الوجه وضغط حول الجبهة والعينين، فقد يشير ذلك إلى التهاب في الجيوب الأنفية. أما السيلان المائي المستمر المصحوب بحكة في العين، فقد يكون ناتجًا عن حساسية موسمية وليس عدوى فيروسية.
ويؤكد الأطباء أن التمييز بين هذه الحالات أمر ضروري لتجنب الاستخدام الخاطئ للأدوية، خاصة المضادات الحيوية، التي لا تُجدي نفعًا مع نزلات البرد الفيروسية.
نزلة البرد أم إنفلونزا أم كوفيد-19؟
رغم التشابه في بعض الأعراض، إلا أن الفروق بين نزلات البرد والإنفلونزا واضحة، إذ تبدأ الإنفلونزا بشكل مفاجئ مصحوبًا بارتفاع شديد في درجة الحرارة وآلام قوية في المفاصل والعضلات. أما نزلات البرد فتتطور أعراضها بشكل تدريجي وتكون أقل حدة.
وفي المقابل، يتميز فيروس كوفيد-19 بأعراض إضافية مثل فقدان حاستي الشم والتذوق، أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، ما يستدعي إجراء الفحوص الطبية فور ظهور هذه العلامات.
خطوات بسيطة للوقاية
يمكن تقليل فرص الإصابة بنزلات البرد من خلال الالتزام بعدد من العادات اليومية، أبرزها غسل اليدين بانتظام، وتجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح العامة، وتهوية الأماكن المغلقة. كما يسهم النظام الغذائي الغني بفيتامين C، والنوم الجيد، في دعم الجهاز المناعي.
ورغم أن لقاح الإنفلونزا لا يمنع الإصابة بنزلات البرد، فإنه يقلل من فرص العدوى المزدوجة التي قد تزيد من شدة الأعراض خلال فصل الشتاء.
