الخمول المزمن: متى يصبح الإرهاق علامة على مرض خفي؟
الخمول المزمن: متى يصبح الإرهاق علامة على مرض خفي؟

في خضم الحياة اليومية السريعة، يعاني الكثيرون من التعب والإرهاق، وغالبًا ما يُعزى ذلك إلى قلة النوم أو ضغوط العمل أو الدراسة.
لكن حين يتحول هذا الشعور بالإرهاق إلى حالة دائمة تؤثر على جودة الحياة، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود خلل صحي يتجاوز مجرد التعب العادي.
فيما يلي تسلط بوابة الفجر الإلكترونية الضوء على "متلازمة التعب المزمن" أو ما يُعرف بالخمول المزمن، أسبابها، وكيف يمكن التفرقة بينها وبين الإرهاق المؤقت.

ما هو الخمول المزمن؟
يعرف الخمول المزمن بأنه شعور دائم بالإرهاق الجسدي والذهني لا يتحسّن بالراحة، ويستمر لستة أشهر على الأقل دون تفسير طبي واضح.
وغالبًا ما يصاحب هذا الخمول أعراض أخرى مثل:
- ضعف التركيز وصعوبة التذكّر.
- آلام عضلية ومفصلية دون سبب واضح.
- اضطرابات في النوم رغم الشعور بالإرهاق.
- صداع متكرر غير معتاد.
- أعراض مشابهة للإنفلونزا، مثل التهاب الحلق وتضخم الغدد الليمفاوية.
وتؤثر هذه الحالة على القدرة على أداء المهام اليومية بشكل طبيعي، وقد تؤدي إلى الانعزال الاجتماعي والاكتئاب في حال عدم التعامل معها بشكل صحيح.
أكدت الدكتورة ياسمين عبد الله في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية أخصائية الأمراض الباطنية والمناعة:
كثيرون يعتقدون أن الإرهاق المزمن أمر طبيعي ناتج عن ضغوط الحياة، لكن حين يستمر الشعور بالإجهاد لأكثر من بضعة أسابيع دون تحسن رغم الراحة والنوم الجيد، علينا التفكير في احتمالات طبية أوسع مثل قصور الغدة الدرقية، فقر الدم، أمراض المناعة الذاتية، أو حتى اضطرابات نفسية.
وأضافت:الخمول المزمن ليس حالة نفسية فقط كما يُشاع، بل هو اضطراب معقد قد يكون مرتبطًا بجهاز المناعة أو الجهاز العصبي، ويحتاج إلى تشخيص دقيق.
أسباب محتملة وراء الشعور المستمر بالإرهاق
رغم أن الأسباب قد تختلف من شخص لآخر، إلا أن بعض الحالات الطبية المرتبطة بالإرهاق المزمن تشمل:
- فقر الدم (الأنيميا): نقص الحديد في الجسم يؤدي إلى شعور دائم بالتعب والدوخة.
- قصور الغدة الدرقية: يؤدي إلى بطء في العمليات الحيوية وزيادة في الخمول.
- نقص فيتامين D أو B12: وهما عنصران مهمان للطاقة العصبية والعضلية.
- السكري من النوع الثاني: يؤثر على قدرة الجسم على استخدام الطاقة.
- الاكتئاب واضطرابات القلق: تؤثر على الصحة النفسية وتُترجم إلى إرهاق جسدي.
التشخيص والعلاج الخمول المزمن
غالبًا ما يبدأ التشخيص عبر استبعاد الأسباب العضوية من خلال فحوصات الدم وتحاليل وظائف الغدة الدرقية ومستويات الفيتامينات والمعادن.
وإذا لم تظهر نتائج واضحة، يتم النظر في العوامل النفسية والبيئية.
ويشمل العلاج:
- تحسين نمط الحياة: من خلال الالتزام بساعات نوم كافية، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
- تنظيم الغذاء: تناول وجبات صحية متوازنة تقلل من السكريات وتزيد من البروتينات والمعادن.
- العلاج النفسي السلوكي: في حال وجود توتر أو اكتئاب مصاحب.
- المتابعة الدورية: لمراقبة تطور الحالة واستبعاد أي أمراض مزمنة محتملة.