النوم الجيد… سر الصحة النفسية والجسدية
النوم الجيد… سر الصحة النفسية والجسدية
يعد النوم من أهم الركائز الأساسية للحفاظ على صحة الإنسان، فهو ليس مجرد فترة راحة للجسم بعد يوم طويل من العمل أو الدراسة، بل عملية حيوية معقدة تساهم في تعزيز وظائف الدماغ، دعم جهاز المناعة، وتجديد طاقة الخلايا.
ومع ذلك، أصبح الأرق واضطرابات النوم من أبرز المشكلات الصحية التي يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة في ظل الضغوط الحياتية المتزايدة.
أهمية النوم في حياة الإنسان
أكدت الدراسات الحديثة أن النوم المنتظم يحمي الجسم من العديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، وضعف المناعة.
كما يساعد النوم العميق على تحسين الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز والإبداع.
ويشير خبراء الصحة إلى أن البالغين يحتاجون في المتوسط إلى 7 – 9 ساعات من النوم يوميًا، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى ساعات أطول نظرًا لمرحلة النمو السريع التي يمرون بها.
أضرار قلة النوم
النقص المستمر في عدد ساعات النوم يؤدي إلى آثار سلبية متعددة، أبرزها:
- ضعف جهاز المناعة وزيادة فرص الإصابة بالأمراض.
- تراجع القدرة الذهنية وضعف التركيز.
- زيادة الوزن نتيجة اضطراب هرمونات الجوع والشبع.
- التأثير السلبي على الحالة المزاجية وارتفاع احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
- زيادة مخاطر الحوادث المرورية أو الأخطاء في العمل بسبب قلة الانتباه.
قال الدكتور محمود السيد استشاري الأمراض النفسية والعصبية في تصريحات لبوابة الفجر الإلكترونية: "النوم هو العلاج الطبيعي الأهم الذي يهمله الكثيرون. فالأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم الجيد هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، كما أن النوم المنتظم يحافظ على التوازن النفسي ويقي من التوتر والقلق".
نصائح للحصول على نوم جيد وهادئ
- الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ حتى في أيام العطلات.
- تجنب تناول الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم بساعات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع تجنب ممارستها مباشرة قبل النوم.
- إبعاد الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف والتلفاز قبل النوم بساعة على الأقل.
- تهيئة غرفة النوم بحيث تكون مظلمة وهادئة وذات درجة حرارة مناسبة.
الجانب النفسي للنوم الجيد
النوم الجيد لا ينعكس فقط على الصحة الجسدية، بل يلعب دورًا محوريًا في الاستقرار النفسي.
فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب.
وعلى العكس، فإن النوم العميق يساهم في إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، مما ينعكس على المزاج بشكل إيجابي.
يبقى النوم نعمة لا تقدر بثمن، فهو الوقود الذي يساعد الإنسان على مواجهة ضغوط الحياة اليومية بكفاءة ونشاط.
لذلك، فإن تبني عادات نوم صحية ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية للحفاظ على حياة متوازنة وصحية.