البيانولا " مدبولي اشتغل عليها و جاهين غنالها .... تلفزيون زمان

منوعات

بوابة الفجر


"
اتفرج يا سلام" كانت هذه هي الكلمة السحرية التي بعدها يتجمع الأطفال سماع صوت المنادي ويجلسون علي  " دكة " خشبية وينظرون من الفتحات الدائرية بصندوق الدنيا ليبدأ السحر والخيال في عالم من الصور التي تدور داخله وتحكي قصصاً وحكايات لأبطال شعبية عن أبو زيد الهلالي، و"قطر الندي"، و"عنترة بن شداد"

 

مدبولي والبيانولا

 الكثير من هذا الجيل لم يعرف ولم ير "البيانولا" ولكنهم بالطبع سمعوا عنها سواء من آبائهم وأجدادهم أو حتي عبر مشاهداتهم بالسينما، ويبقي أشهر مشهد من مشاهد "البيانولا" للرائع عبد المنعم مدبولي في مسرحية "ريا وسكينة" حيث كان يعزف بها أسفل نافذة محبوبته "ريا" وهي الفنانة شادية، وتقوم "سكينة" وهي الفنانة سهير البابلي بسكب ما تبقي من طعام فوقه لعله ينصرف، وتبقي هي وأختها في إنتظاره اليوم التالي للإستماع لعرزف "البيانولا" وممارسة هذا الدلال الأنثوي عليه، حوار إنتهي بأن يصعد "عبد العال" الفنان عبد المنعم مدبولي إلي خشبة المسرح وهو يحمل البيانولا فوق ظهره.

 

أصل الكلمة 

والبيانولا كلمة ترجع إلي التراث الشعبي المصر،  وهي عبارة عن صندوق خشبي يشبه الدولاب الصغير، لونه أسود ، ومرسوم عليه رسومات لشخصيات كرتونية وزخارف خشبية، وعلي جانبه الأيمن "مانفيلا" أي عصا لتدوير الصور داخل الصندوق باليد، أما الجانب الأيسر يوجد رافع لتشغيل قطع موسيقية مسجلة علي شريط من الورق تبعا للنوتة الموسيقية، لجذب الأنظار، وجلب الناس، ولتشغيل "البيانولا" يلزم شخصان الأول يحملها ويبدأ في تدوير "المانفيلا" والثاني يتراقص علي الأنغام الصادرة منها كي يصنع جواً من المرح والتفاعل مع الجمهور، وفي بعض الأحيان كان يصاحب الشخصان "قزماً" صغيراً يستطيع أن يصنع مرحاً غير عادي للأطفال. 

 

البيانولا تلفزيون زمان 

البيانولا كانت هي تلفاز عصر ما قبل التلفاز، وكانت هي مصدر الكبار والصغار للإطلاع علي العالم الخارجي، فقد ظهرت قبل ظهور السينما في مصر، وقبل اختراع الراديو والتلفزيون، وقال العم صلاح جاهين عنها "بيانولا وألابندا وحركات ... طلعي بقي يا نصاص يا فرنكات .. أنا عازمك يا حبيبي لما ألاقيك .. علي فسحة في جميع الطرقات .. نتنطط نتعفرت نترقص كدهوه .. كدهوه كدهوه كدهوه "

 

اختفت "البيانولا"  من الشارع المصري ولم يعد لها ذكر سوي في أفلام السينما القديمة، فقد أصبح العالم الآن كله عند أناملنا فالتكنولوجيا الحديثة إحتلت مكانها عن جدارة فأنسحبت تاركة خشبة مسرح الزمان لأبطال جدد من سينما وتلفاز وانترنت ولكنها ستظل معبرة عن جمال وبساطة الزمن الجميل .