عاشوراء.. يوم في ميزان الرحمة والمغفرة
عاشوراء.. يوم في ميزان الرحمة والمغفرة
في كل عام هجري يُطلّ علينا يوم عاشوراء العاشر من شهر المحرم حاملًا بين سطوره دروسا من الإيمان والصبر والتضحية وفرصة ربانية للتكفير عن الذنوب ونيل مغفرة واسعة لا تُعطى في كثير من الأيام.
يوم عاشوراء ليس مجرد تاريخ يمر بل هو يوم اصطفاه الله سبحانه وتعالى ليجعل فيه آيات من رحمته ووقائع من حكمته وفرصة لكل مسلم يسعى لتجديد العهد مع الله في مستهل عام هجري جديد.
المغفرة لمن صام يوم عاشوراء
النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعطى هذا اليوم مكانة خاصة، وأخبرنا في حديثه الشريف:"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله" [رواه مسلم].
وهذا الحديث ليس فقط وعدًا بالمغفرة، بل دعوة مفتوحة للتوبة، وصفحة جديدة تُكتب بأعمال الخير والنية الصادقة.
لماذا هذا اليوم مميز؟
يرتبط يوم عاشوراء بأحداث عظيمة في التاريخ الإيماني، أبرزها:
- نجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، حين شقّ الله له البحر فأنقذ بني إسرائيل، وهلك الطاغية.
- هذه الحادثة جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين علم أن اليهود يصومون هذا اليوم شكرًا:
"نحن أحقّ بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه.
إذًا، فهو يوم نجاة ومكرمة إلهية، ويُستحب أن يصومه المسلمون شكرًا لله، واتباعًا لسنة نبيهم.
كيف نستثمر يوم عاشوراء؟
- صيام اليوم، ويُفضل أن يُسبق أو يُتبع بيوم (تاسوعاء أو الحادي عشر).
- الإكثار من الدعاء والاستغفار.
- صلة الأرحام ومسامحة الآخرين.
- الصدقة على الفقراء والمحتاجين.
- تذكير الأبناء بفضل اليوم وأحداثه الدينية.
رسالة عاشوراء للعالم
في ظل ما يشهده العالم من أزمات، يأتي عاشوراء ليُعلمنا أن:
- النجاة تكون مع الإيمان.
- الظلم لا يدوم، والطغيان نهايته الهلاك.
- الصبر يُثمر نصرًا، ولو بعد حين.
- والتوبة تُفتح أبوابها في كل لحظة صدق.
عاشوراء يوم تجتمع فيه بركات السماء ودروس التاريخ فيه تغفر ذنوب سنة، وتروى قصة نجاة وتُستذكر مأساة كربلاء، لكن تبقى الرسالة الأهم: أن نكون أقرب إلى الله، أرحم بالناس، وأنظف بالقلوب.
الدعاء في يوم عاشوراء
في يوم عاشوراء، يُستحب الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، فهو يوم عظيم من أيام الله، وكان النبي ﷺ يصومه ويحث على صيامه، وهو يكفّر ذنوب سنة ماضية.
دعاء يوم عاشوراء
اللهم إن هذا يوم عاشوراء، يوم نجّيت فيه موسى وقومه، وأهلكت فيه فرعون وقومه، فنجّنا يا رب كما نجّيت الصالحين، واكتبنا عندك من الفائزين، اللهم اجعله لنا يوم مغفرة ورحمة وعتق من النار، اللهم اجعلنا فيه من المقبولين وارضَ عنا رضا لا يُسخط بعده أبدًا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأهلينا، وارزقنا حسن الخاتمة.
اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من عبادك الصالحين، اللهم اجعل لنا في هذا اليوم دعوة لا تُرد، وافتح لنا بابًا إلى رضاك لا يُسد.
