زوج وأب وقائد عسكري.. تفاصيل غير معروفة عن حياة الشهيد محمد الضيف

منوعات

محمد الضيف
محمد الضيف

مازالت ذكرى اغتيال القيادي الفلسطيني محمد الضيف تؤرق الاحتلال الإسرائيلي، لدرجة أن مكن قبره أصبح الشغل الشاغل لجنود الاحتلال الذين يعيثون في الأرض فسادًا بحثًا عن جثته، وجاء ذلك بعدما اتهمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "جريمة مروعة" بعد اقتحامها المقبرة التركية غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ونبشها عشرات القبور في محاولة للعثور على جثمان القيادي في كتائب القسام محمد الضيف.
 

وأوضحت الوزارة، في بيان صحفي، أن الاقتحام وقع فجر الخميس باستخدام دبابات وجرافات عسكرية، حيث قامت قوات الاحتلال بتجريف المقابر وسرقة جثامين الشهداء، في انتهاك وصفته بأنه "وحشي وإجرامي ويفتقر لأي أساس أخلاقي أو قانوني".
وبحسب وكالة "معًا" الفلسطينية، فإن النبش تم بدعوى البحث عن قبر محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وأضافت الوزارة أن عمليات التجريف ترافقت مع تدمير مخيمات نازحين كانت قائمة بمحيط المقبرة، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات التي كانت قد فرت إلى تلك المنطقة هربًا من القصف، مما فاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في جنوب القطاع.
وأشارت إلى أن الاحتلال دمر بشكل كامل أو جزئي نحو 40 مقبرة من أصل 60 في قطاع غزة منذ بدء الحرب، معتبرة ذلك "استهدافًا ممنهجًا" للمقابر تحت ذرائع أمنية زائفة.
وطالبت وزارة الأوقاف المجتمع الدولي، وخاصة المؤسسات القانونية والحقوقية، بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الانتهاكات، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين، مؤكدة تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في الدفاع عن أرضه ومقدساته، أحياءً وأمواتًا.

جثمان محمد الضيف

وفي منتصف يوليو الماضي، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه نفذ غارة جوية على منطقة المواصي في خان يونس و"كانت تستهدف محمد الضيف"، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، واعتبرت حماس حينها، تلك "الادعاءات الإسرائيلية محاولة للتغطية على حجم المجزرة المروعة". ووصفت الحركة قصف المواصي بأنها "مجزرة بشعة".

ويُنسب إلى الضيف، بعد توليه القيادة، الفضل في تصميم سلاح حماس الأبرز: صواريخ القسام، وشبكة الأنفاق التي حفرت تحت غزة. وهذه الأنفاق هي المكان الذي يُعتقد أن الضيف يقضي معظم وقته فيها متخفيًا بعيدًا عن أنظار جيش الاحتلال الإسرائيلي وموجهًا منها عمليات حماس.

النشأة والانتماء السياسي لمحمد الضيف

 مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، انضم إلى حركة حماس، ليصبح أحد القادة البارزين في صفوفها.

في عام 1989، اعتقلته القوات الإسرائيلية بسبب نشاطاته العسكرية، وقضى 16 شهرًا في السجون. بعد خروجه، أصبح أحد القادة الميدانيين في كتائب عز الدين القسام، وشارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال.

بعد سلسلة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، تولى محمد الضيف قيادة كتائب القسام بعد اغتيال صلاح شحادة في عام 2002. قاد المقاومة الفلسطينية عبر تطوير استراتيجيات قتالية، وتعزيز قدرات الحركة في صناعة القنابل، وتطوير الأنفاق في قطاع غزة.

محاولات اغتيال محمد الضيف

منذ عام 2001، تعرض محمد الضيف للعديد من محاولات الاغتيال، ونجح في النجاة منها، رغم الهجوم الصاروخي الإسرائيلي في 2014 الذي أسفر عن استشهاد زوجته وطفليه. ظل الضيف بعيدًا عن الأضواء، متجنبًا الظهور الإعلامي، واقتصر تواصله على البيانات المكتوبة أو المسجلة.

دور الضيف في العملية الأخيرة.. «طوفان الأقصى»

في 7 أكتوبر 2023، قاد محمد الضيف عملية «طوفان الأقصى»، التي استهدفت المؤسسات العسكرية الإسرائيلية بإطلاق 5 آلاف صاروخ خلال عشرين دقيقة، مؤكدًا أنها كانت ردًا على الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

التصنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي

تعتبر المخابرات الإسرائيلية محمد الضيف من أبرز المطلوبين، ووصفته بـ «رأس الأفعى» و«ابن الموت». ورغم محاولات اغتياله المتعددة، لم تنجح إسرائيل في تصفيته، ليبقى رمزًا للمقاومة الفلسطينية.

استشهاد الضيف

واليوم، أعلنت حركة حماس عن استشهاد محمد الضيف، بعد أكثر من 7 أشهر من تداول أنباء عن اغتياله. في بيان رسمي من كتائب القسام، تم الإعلان عن مقتل الضيف مع ستة من قياديي الحركة، بينهم مروان عيسى، ورائد ثابت، ورافع سلامة، إضافة إلى أيمن نوفل، وغازي أبوطماع. وقد أكدت حماس أن هذا الحدث جاء ليُسجل نقطة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية.

وأثار خبر استشهاد محمد الضيف ردود فعل متباينة على الساحة الدولية. ففي حين اعتبرته إسرائيل نجاحًا في استهداف أحد أبرز قادة المقاومة، أدانت جهات دولية وإقليمية العملية، معتبرة إياها تصعيدًا خطيرًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

يُعتبر محمد الضيف رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وقد ترك بصمة واضحة في تطوير القدرات العسكرية لحركة حماس، وتنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي. سيظل اسمه مرتبطًا بالنضال الفلسطيني، وسيبقى تأثيره حاضرًا في الأجيال القادمة.