النسيان المبكر بين الشباب.. ظاهرة مقلقة وأسبابها تتراوح بين ضغوط الحياة والتكنولوجيا
النسيان المبكر بين الشباب.. ظاهرة مقلقة وأسبابها تتراوح بين ضغوط الحياة والتكنولوجيا

في وقت أصبح فيه الشباب أكثر انشغالًا وتعرضًا لمؤثرات يومية متسارعة، تزايدت الشكاوى من فقدان التركيز والنسيان السريع حتى عند الفئة العمرية الصغيرة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسبابه الحقيقية، وهل يرتبط بمرض عضوي أم أنه مجرد انعكاس لضغوط نفسية وعادات حياتية خاطئة؟
النسيان المبكر بين الشباب
لم يعد النسيان مقصورًا على كبار السن كما كان شائعًا في الماضي، بل باتت الظاهرة تتسلل إلى فئة الشباب، حيث يواجه كثيرون منهم مواقف يومية تكشف عن ضعف ملحوظ في الذاكرة اللحظية، مثل نسيان طلب عادي من أحد أفراد الأسرة بعد ثوانٍ قليلة أو الشك في القيام بعمل روتيني مثل الوضوء أو إغلاق الباب.

ويرى خبراء الصحة النفسية أن الأمر في الغالب لا يدعو للقلق، إذ يعود بشكل أساسي إلى التشتت الذهني الناتج عن الانشغال الدائم بأكثر من مهمة في الوقت نفسه، إلى جانب الاستخدام المفرط للهواتف الذكية وما تسببه من استنزاف للانتباه، حيث يتنقل الشاب بين التطبيقات بشكل سريع فلا يمنح المخ فرصة لتخزين المعلومات بشكل جيد.
السهر المستمر والنسيان المبكر بين الشباب
يشير الأطباء إلى أن السهر المستمر وقلة النوم من أبرز العوامل التي تضعف القدرة على التركيز والحفظ، مؤكدين أن النوم المنتظم لمدة لا تقل عن سبع ساعات يضاعف من كفاءة الذاكرة ويعيد للجسم نشاطه الطبيعي.
كما يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في صحة الدماغ، إذ إن نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين "B12" أو "د" وكذلك الأنيميا، قد يؤدي إلى ضعف في الذاكرة اللحظية.
وهنا ينصح الأطباء بضرورة إجراء تحاليل طبية إذا كان النسيان يؤثر بشكل ملحوظ على الدراسة أو العمل.
الوقاية من الإصابة بالنسيان المبكر بين الشباب
أما على صعيد الوقاية، فيوصي المتخصصون بمجموعة من العادات البسيطة التي يمكن أن تعزز الذاكرة، مثل ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي اليومي، وتدوين الملاحظات فورًا لتجنب النسيان، إلى جانب تمارين التركيز الذهني (Mindfulness) التي تعتمد على الانتباه الكامل للحظة الحاضرة، كأن يردد الفرد بصوت منخفض ما يقوم به من أعمال مثل "أنا الآن أتوضأ" أو "أنا وضعت هاتفي في الدرج".
وفي ظل هذه المعطيات، يؤكد الأطباء أن النسيان عند الشباب لا ينبغي التعامل معه بخوف مبالغ فيه، بقدر ما يحتاج إلى وعي وتغيير في نمط الحياة.
فالمخ مثل العضلة تمامًا، يحتاج إلى تدريب مستمر ورعاية جيدة كي يحافظ على حيويته وقدرته على تخزين المعلومات لسنوات طويلة.