ابني بيكره المدرسة.. إزاي تتعاملي مع المشكلة بهدوء وذكاء؟
تتفاجأ كثير من الأمهات حين يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، رغم ذكائه وفضوله الطبيعي في سنواته الأولى، فيبدأ الصراع اليومي بين الرغبة في تعليمه والخوف من إجباره.
لكن حسب ما أوضحته الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشاري الصحة النفسية، فإن رفض الطفل للمدرسة لا يحدث من فراغ، بل له أسباب ودوافع نفسية وسلوكية تستحق الفهم والاحتواء لا العقاب أو الضغط.
أولًا: افهمي أسباب كره المدرسة
تقول الدكتورة سلمى إن مشاعر النفور من المدرسة غالبًا ما تكون نتيجة مجموعة من العوامل، مثل:
التنمر من الزملاء أو الشعور بعدم القبول بينهم.
الخوف من المعلمين أو من البيئة المدرسية بشكل عام.
الضغط الزائد من الواجبات الدراسية أو المقارنة المستمرة بالآخرين.
صعوبات التعلم التي تجعل الطفل يشعر بالفشل أو العجز.
الانفصال عن الأم في السنوات الأولى، مما يخلق خوفًا من المدرسة كمكان غريب.
وأكدت أن فهم هذه الجوانب النفسية هو الخطوة الأولى نحو الحل الحقيقي، لأن إجبار الطفل على الذهاب دون معالجة السبب يفاقم المشكلة.
ثانيًا: راقبي العلامات المبكرة
أشارت استشاري الصحة النفسية إلى أن هناك علامات واضحة تدل على كره الطفل للمدرسة، منها:
التذمر أو البكاء كل صباح.
الادعاء بأعراض جسدية مثل الصداع أو آلام البطن قبل الذهاب.
تراجع مفاجئ في الدرجات أو فقدان الحماس للتعلم.
العزلة عن الأصدقاء أو رفض الحديث عن يومه الدراسي.
وقالت إن الانتباه المبكر لهذه العلامات يساعد الأهل على التدخل قبل أن تتحول إلى رفض قاطع للتعلم.
ثالثًا: التواصل الهادئ هو المفتاح
تنصح الدكتورة سلمى الأمهات بأن يتحدثن مع أطفالهن بهدوء في وقت يشعر فيه الطفل بالراحة، دون توبيخ أو محاضرات.
يمكن طرح أسئلة بسيطة مثل: "إيه أكتر حاجة مضايقاك في المدرسة؟"
"تحب يومك يكون عامل إزاي هناك؟"
ثم الاستماع الجيد دون مقاطعة، مع إظهار التفهم لمشاعره مهما بدت بسيطة. هذا الإحساس بالأمان يجعل الطفل أكثر استعدادًا للبوح والتعاون.
وأخيرًا: لا توتر ولا إجبار
التعامل مع كره المدرسة يحتاج إلى صبر واحتواء لا إلى إجبار، فكل تجربة تعليمية ناجحة تبدأ بشعور الطفل بالأمان والانتماء.
ومع التواصل المستمر مع المدرسة والمعلمين، ومساندة الطفل نفسيًا، يمكن تحويل هذا النفور المؤقت إلى حب حقيقي للتعلم.
