مع تقلبات الطقس.. كيف نتجنب نزلات البرد ونحافظ على صحتنا؟
تأتي فترات تغير الفصول دائمًا محملة بالمفاجآت المناخية فتارة نشعر بحرارة الصيف وتارة نرتجف من برودة الشتاء في اليوم نفسه وهو ما يربك أجسامنا ويجعلها عرضة لنزلات البرد.
ومع تزايد تقلبات الجو في الخريف وبداية الشتاء ترتفع معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، خاصة بين الأطفال وكبار السن، مما يستدعي الوعي والالتزام بالإرشادات الوقائية للحفاظ على الصحة.
التغيرات المناخية وتأثيرها على المناعة
يشير الأطباء إلى أن التبدل السريع في درجات الحرارة يضعف جهاز المناعة لأن الجسم يبذل جهدًا كبيرًا للتأقلم مع الفروق الحرارية المفاجئة.
كما أن الهواء الجاف وقلة التهوية في المنازل والأماكن المغلقة تساعد في انتشار الفيروسات المسببة لنزلات البرد وخاصة فيروسات الأنف والإنفلونزا.
ويؤكد خبراء الصحة أن تقلب الطقس لا يسبب البرد بحد ذاته، بل يساعد على تهيئة البيئة المناسبة للفيروسات، في حين يلعب ضعف المناعة الدور الأكبر في الإصابة.

أعراض نزلات البرد الشائعة
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبًا تشمل:
- انسداد أو سيلان الأنف
- التهاب الحلق أو بحة الصوت
- السعال والعطس المتكرر
- صداع خفيف أو آلام بالجسم
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
- الشعور بالتعب العام
وفي حال استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع، أو ارتفاع الحرارة بشكل كبير، يُنصح بزيارة الطبيب، فقد يكون الأمر متعلقًا بعدوى أقوى مثل الإنفلونزا أو التهاب الحلق البكتيري.
كيف نحمي أنفسنا من نزلات البرد؟
الوقاية هي المفتاح الأهم خاصة في فترات التقلبات الجوية، إليك أبرز النصائح التي يوصي بها الأطباء وخبراء التغذية:
- تدفئة الجسم جيدًا: تجنب الخروج فجأة من أماكن دافئة إلى باردة والعكس، وارتدِ الملابس المناسبة لحرارة الجو.
- تقوية جهاز المناعة: بتناول الفواكه الحمضية الغنية بفيتامين “C”، والخضروات الورقية والأسماك التي تحتوي على أوميغا 3.
- النوم الكافي: لأن قلة النوم تضعف الجهاز المناعي وتزيد من قابلية الإصابة بالفيروسات.
- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة: لتقليل فرص انتقال العدوى في المواصلات أو الأماكن المغلقة.
- التهوية الجيدة: حتى في الأيام الباردة، من المهم فتح النوافذ لفترات قصيرة لتجديد الهواء داخل المنزل.
- شرب السوائل الدافئة: مثل الزنجبيل، الليمون، النعناع، والعسل، التي تخفف من التهابات الحلق وتساعد على التدفئة.
علاج نزلات البرد في المنزل
في معظم الحالات، لا تحتاج نزلات البرد إلى علاج طبي مكثف الراحة وتناول السوائل الدافئة ومسكنات الألم الخفيفة غالبًا ما تكون كافية.
لكن من المهم عدم اللجوء للمضادات الحيوية دون وصف الطبيب، لأنها لا تعالج العدوى الفيروسية وقد تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة.
ويمكن استنشاق البخار أو استخدام بخاخات الأنف الملحية لتقليل الاحتقان، كما يساعد شرب الماء والعصائر الطبيعية في تسريع عملية التعافي.
احذر هذه العلامات الخطيرة
رغم أن نزلات البرد شائعة وبسيطة، إلا أن بعض الأعراض تستدعي التدخل الطبي الفوري، مثل:
- ارتفاع شديد في الحرارة لا يزول بالأدوية
- صعوبة في التنفس أو ألم بالصدر
- سعال مزمن أو إفرازات صفراء سميكة
- استمرار الأعراض لأكثر من 10 أيام
نزلات البرد أصبحت جزءًا من حياتنا مع تغير الفصول، لكنها ليست حتمية، فالقليل من الحذر يمكن أن يجنبنا الكثير من المعاناة.
احرص على تقوية مناعتك، وراقب تغيرات الجو يوميًا، وكن مستعدًا بملابس مناسبة وسلوك صحي متوازن.
فالصحة ليست مجرد غياب المرض بل هي وعي دائم بكيفية حماية نفسك ومن تحب من تقلبات الحياة والطقس على حد سواء.






