النفايات الإلكترونية.. قنبلة موقوتة تهدد البيئة وصحة الإنسان

منوعات

بوابة الفجر

تُعدّ النفايات الإلكترونية واحدة من أسرع أنواع النفايات نموًا في العالم، ومع تزايد استخدام الأجهزة الذكية واعتماد المجتمعات على التكنولوجيا، أصبح التخلص غير السليم من هذه الأجهزة خطرًا بيئيًا وصحيًا يتضخم عامًا بعد عام. 

وبينما يستفيد العالم من التطور الرقمي، يواجه في المقابل تحديًا خطيرًا يتمثل في كيفية إدارة ملايين الأطنان من الهواتف القديمة وأجهزة الكمبيوتر التالفة والشواحن المهملة.

ما هي النفايات الإلكترونية؟

النفايات الإلكترونية أو E-Waste هي جميع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي انتهى عمرها الافتراضي أو تعطلت وأصبح من الصعب إصلاحها، وتشمل:

  • الهواتف الذكية
  • أجهزة الحاسوب
  • التلفزيونات
  • البطاريات
  • الأجهزة المنزلية الإلكترونية

هذه النفايات تبدو في ظاهرها مجرد قطع معدنية وبلاستيكية، لكنها في الحقيقة تحتوي على مواد سامة مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم، وهي عناصر يمكن أن تتسرب إلى التربة والمياه وتسبب أضرارًا جسيمة.

<strong>النفايات الإلكترونية.. قنبلة موقوتة تهدد البيئة وصحة الإنسان</strong>
النفايات الإلكترونية.. قنبلة موقوتة تهدد البيئة وصحة الإنسان

حجم المشكلة عالميًا

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن العالم ينتج أكثر من 60 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنويًا، ولا يُعاد تدوير سوى 20% منها فقط، بينما ينتهي الباقي في مكبّات عشوائية أو يُحرق، مما يطلق سحبًا من الغازات السامة التي تلوث الهواء.

وتعد الدول النامية الأكثر تضررًا من هذه المشكلة، حيث تستقبل كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية القادمة من الدول المتقدمة، في ظل ضعف القوانين المنظمة لذلك.

لماذا تعد النفايات الإلكترونية خطيرة؟

1. تسرب المواد السامة

عند تحلل الأجهزة الإلكترونية أو حرقها، تتسرب منها مواد كيميائية سامة تصل إلى المياه الجوفية والتربة، ما يؤدي إلى تلوث البيئة وتسمم الكائنات الحية.

2. أضرار صحية على الإنسان

التعرض للرصاص والزئبق قد يؤدي إلى:

  • اضطرابات عصبية
  • ضعف المناعة
  • أمراض الكلى
  • مشاكل في النمو لدى الأطفال

وتظهر دراسات أن العاملين في مكبات النفايات الإلكترونية هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر.

3. فقدان مواد ثمينة

الأجهزة الإلكترونية تحتوي على معادن نادرة وثمينة مثل الذهب والفضة والنحاس. التخلص العشوائي منها يعني إهدار موارد يمكن إعادة استخراجها واستخدامها من جديد.

النفايات الإلكترونية في العالم العربي

تعاني الدول العربية من غياب منظومات متكاملة لإدارة هذا النوع من النفايات.

كثير من الأجهزة القديمة تُخزّن في المنازل لسنوات أو تُلقى في القمامة العادية، مما يفاقم المشكلة.

وفي بعض الدول، يتم تفكيك الأجهزة بطرق بدائية، ما يؤدي إلى تعرض العمال للمواد السامة دون حماية كافية.

كيف يمكن مواجهة المشكلة؟

1. تعزيز ثقافة إعادة التدوير

يجب تشجيع المواطنين على تسليم أجهزتهم القديمة إلى مراكز معتمدة لإعادة التدوير بدل التخلص منها بشكل عشوائي.

2. إصدار تشريعات صارمة

يجب على الحكومات فرض قوانين تُجبر الشركات المصنّعة على جمع منتجاتها بعد انتهاء عمرها واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير.

3. دعم الشركات الناشئة في مجال إدارة النفايات

هناك فرص استثمارية كبيرة في هذا المجال، خاصة مع تزايد الحاجة إلى حلول مبتكرة للتخلص من الأجهزة الإلكترونية بأمان.

4. نشر الوعي عبر الإعلام والمؤسسات التعليمية

يلعب الإعلام دورًا مهمًا في توعية الجمهور بخطورة هذه النفايات وكيفية التعامل الصحيح معها.

النفايات الإلكترونية ليست مجرد أجهزة قديمة خرجت من الخدمة، بل هي خطر بيئي وصحي واقتصادي يجب التعامل معه بجدية.

وفي الوقت نفسه، تمثل فرصة كبيرة إذا أحسنّا إدارتها عبر إعادة التدوير واستعادة المعادن الثمينة.

مع تزايد اعتماد العالم على التكنولوجيا، يزداد هذا الملف حساسية وتعقيدًا، ما يجعل الحلول ضرورة ملحّة وليست خيارًا. 

حماية البيئة تبدأ من وعي الفرد، ومسؤولية المؤسسات، والتزام الحكومات بخطط واضحة تقلل من هذا الخطر المتصاعد.