هل ينفتح ترامب بشكل أكثر ذكاءً في تعامله مع "ممداني" العمدة المسلم المنتخب لمدينة نيويورك؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

بادئ ذي بدء الديمقراطية الأمريكية ليست فقط هي كلمة السر في المشهد السياسي الأخير الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بزهران ممداني العمدة المنتخب حديًثًا على رأس نيويورك، أو أنَّها حالة خاصَّة من الدمقرطة “صناعة المشهد الديمقراطي” - وإن لم يكن ذلك بمُستبعد - في التعامل مع الشخص. لكن الوضع الصحيح  وربما صار يتقبله المواطنون على المستوى الشعبي داخل الولايات المتحدة، أنَّهُ لا ضير من كون المنظومة الحاكمة تشمل شخصًا ما أن يكون "مسلمًا"، فهذا بالطبع لا يغيِّر من صحَّة الخطوات الديمقراطية، لطالما كان ذلك سليمًا، وهذا بالطبع ما مثَّله المشهد الأخير.

يدفع ما سبق القارئ في الشأن الأمريكي وربما المطَّلع على الأحداث، إلى طرح هذه الأسئلة
يدفع ما سبق القارئ في الشأن الأمريكي وربما المطَّلع على الأحداث، إلى طرح هذه الأسئلة

يدفع ما سبق القارئ في الشأن الأمريكي وربما المطَّلع على الأحداث، إلى طرح هذه الأسئلة:

  • هل يعيد الرئيس دونالد ترامب ترتيب حساباته السياسية مع صعود شخصيات جديدة إلى الواجهة؟
  • هل يمثل فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك فرصة لترامب ليظهر انفتاحًا سياسيًا محسوبًا تجاه قيادات ديمقراطية شابة ومسلمة؟
  • هل صارت الرواية القديمة القائلة “بمخاوف حكم المسلمين داخل الغرب" سخيفة لهذا الحدّ؟

على الرغم بأنّ شخصيات إسلامية تشارك داخل الوضع الأمريكي، لكن أسئلة كثيرة - على هذا النحو - أثارتها التهنئة المفاجئة التي وجهها الرئيس للعمدة المنتخب، في لحظة يشتد فيها الاستقطاب داخل الولايات المتحدة، وتزداد فيها الحساسية تجاه ملفات الهجرة والإنفاق العام والسياسة الخارجية.

ترامب يهنئ ممداني: خطوة على طريق تهدئة أم مناورة سياسية؟

في تصريح بدا مختلفًا عن حدة خطابه المعتادة تجاه خصومه، هنّأ ترامب العمدة الجديد زهران ممداني بعد فوزه في انتخابات نيويورك، مؤكدًا استعداده للعمل معه “في كل ما يخدم سكان المدينة”. هذه التهنئة تأتي رغم الخلافات الكبيرة التي طبعت علاقتهما خلال السباق الانتخابي، حيث كان ممداني من أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس، خصوصًا في ما يتعلق بالإنفاق العسكري والدعم الأمريكي لإسرائيل، وهو الملف الذي تحدث عنه بصراحة خلال اجتماعه الأخير في البيت الأبيض.


ورغم أن اللقاء حمل لحظات شدّ واضحة، أكد ممداني أنه وجد نقطة التقاء واحدة مع الرئيس: ضرورة إعادة توجيه الأموال إلى الداخل الأمريكي لتحسين الخدمات ورفع القدرة المعيشية.

مسار سياسي صاعد لعمدة شاب يتحدى التوقعات

زهران ممداني، ذو الـ34 عامًا، وُلد في أوغندا لعائلة هندية، ويُعرف بأفكاره الاشتراكية ودفاعه المستمر عن حقوق المهاجرين. جعل من أزمة تكاليف المعيشة في نيويورك محور حملته، متّهمًا الرئيس بإعطاء الأفضلية للأثرياء. وبرغم دعم ترامب العلني لمنافسه أندرو كومو، نجح ممداني في الفوز بأكثر من 50% من الأصوات، في انتخابات شهدت أعلى نسبة مشاركة منذ 1969، متجاوزًا مليوني ناخب.

هذا الفوز وضعه في موقع سياسي مهم، خاصة وأن كثيرًا من خططه على مستوى المدينة يحتاج لتنسيق فيدرالي في مجالات الأمن والاقتصاد والتمويل.

تهدئة محسوبة واستعداد للمستقبل السياسي

مع بدء ولايته في الأول من يناير، يسعى ممداني إلى إظهار قدرته على إدارة مدينة ضخمة، رغم محدودية المناصب التي شغلها سابقًا. وقد بدأ بتعيين شخصيات ذات خبرة مثل دين فوليهان وجيسيكا تيش لضمان استقرار المؤسسات. في المقابل، يبدو أن ترامب - رغم انتقاداته السابقة - يحاول فتح قناة تواصل قد تخدمه سياسيًا، سواء في سجله الداخلي أو في صورة انفتاح محسوب تجاه قيادات من خلفيات متنوعة.

وفي بلد يعيش انقسامات حادة، قد تشكل العلاقة بين الرجلين اختبارًا لقدرة الطرفين على تجاوز الحملات الانتخابية لصالح التعاون العملي.