أثر السهر على صحة الشباب… مخاطر صامتة تهدد الجيل الجديد
أثر السهر على صحة الشباب… مخاطر صامتة تهدد الجيل الجديد
في الوقت الذي أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يمكن فصله عن حياة الشباب، تزايدت ظاهرة السهر حتى ساعات متأخرة من الليل، سواء بسبب الدراسة أو الترفيه أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم أن السهر يبدو عادة بسيطة أو “أسلوب حياة” لدى كثيرين، إلا أن تأثيره الصحي والنفسي خطير ويتفاقم بمرور الوقت.
فيما يلي تسلط بوابة الفجر الإلكترونية الضوء على أهم مخاطر السهر على صحة الشباب، والحقائق العلمية المرتبطة به، بالإضافة إلى آراء الخبراء حول طرق مواجهة هذه الظاهرة المنتشرة.
السهر عادة يومية تتحول إلى خطر صحي
حسب دراسات دولية حديثة، فإن 70% من الشباب ينامون أقل من سبع ساعات يوميًا، وهو معدل أقل من الحد الطبيعي الذي يحتاجه الجسم للحفاظ على صحة الدماغ والمناعة.
اضطراب الساعة البيولوجية الناتج عن السهر يسبب خللًا واضحًا في وظائف الجسم، ويؤدي إلى إرهاق مستمر وصداع وضعف في التركيز.

تأثير مباشر على الصحة النفسية
تشير الأبحاث إلى أن السهر الطويل يزيد من معدلات القلق والتوتر، ويضاعف فرص الإصابة بالاكتئاب.
ويرجع ذلك إلى انخفاض إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم والحالة المزاجية.
كما يؤكد الخبراء أن السهر لساعات طويلة أمام الهاتف يعرض المخ لجرعات عالية من الضوء الأزرق الذي يؤثر على كيمياء الدماغ ويقلل إنتاج الهرمونات المهدّئة.
ضعف التركيز وتراجع المستوى الدراسي
من أبرز المشكلات التي يعاني منها الشباب الذين يسهرون بشكل متكرر:
- بطء رد الفعل.
- ضعف القدرة على التركيز.
- تشتت الانتباه.
- انخفاض الحفظ والاستيعاب.
وتفيد دراسة نشرت في إحدى المجلات العلمية بأن الحرمان من النوم لمدة ليلة واحدة فقط قد يخفض القدرات الإدراكية بنسبة قد تصل إلى 40%.
زيادة الوزن واضطراب الهرمونات
يرتبط السهر بشكل وثيق بزيادة الشهية، خاصة تجاه الوجبات السريعة والحلويات.
وهذا يسبب زيادة الوزن، واضطراب هرمونات الجوع والشبع، وارتفاع مستوى السكر في الدم.
ويشير خبراء التغذية إلى أن الجسم أثناء السهر يميل لتخزين سعرات حرارية أكبر، لأن عملية التمثيل الغذائي تكون أبطأ في الليل مقارنة بالنهار.
أضرار على البشرة والشكل العام
السهر لا يرهق الدماغ فقط، بل يرهق البشرة أيضًا. حيث يؤدي إلى:
- ظهور الهالات السوداء.
- شحوب الوجه.
- جفاف الجلد.
- زيادة الالتهابات وظهور الحبوب.
كما أن قلة النوم تؤثر على إنتاج الكولاجين، مما يسرع ظهور الخطوط الرفيعة.
جهاز المناعة يدفع الثمن
النوم الجيد ضروري لإنتاج الخلايا المسؤولة عن مقاومة الأمراض لذلك يكون الأشخاص الذين يسهرون أكثر عرضة لنزلات البرد والعدوى المتكررة، وتأخر التئام الجروح.
خبراء يقدمون حلولًا عملية للتغلب على السهر
للتقليل من آثار السهر أو التخلص منه، ينصح المختصون بالتالي:
- تحديد موعد ثابت للنوم والاستيقاظ حتى في أيام الإجازة.
- تقليل استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل.
- تجنب المشروبات المنبهة مثل القهوة والنسكافيه في المساء.
- ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي، فهي تساعد على تهدئة الجسم.
- تخفيف الإضاءة في الغرفة لتحفيز الجسم على إفراز هرمون النوم.
- الاستحمام بماء دافئ قبل النوم يساعد على الاسترخاء.
السهر عادة ثقيلة الثمن
قد يبدو السهر بالنسبة للشباب وسيلة للترفيه أو للهروب من ضغوط الحياة اليومية، لكنه على المدى البعيد يسرق منهم صحتهم وقدرتهم الإنتاجية دون أن يشعروا.
ومع تزايد الوتيرة اليومية للحياة والاعتماد الكبير على التكنولوجيا، يصبح من الضروري نشر الوعي حول مخاطر السهر وضرورة الحصول على نوم كافٍ.






