الموبايل والذاكرة.. كيف تحولت التكنولوجيا من أداة للتعلم إلى سبب للتشتت والنسيان؟

الموبايل والذاكرة.. كيف تحولت التكنولوجيا من أداة للتعلم إلى سبب للتشتت والنسيان؟

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب اليومية، فهو وسيلة للتعلم والتواصل والترفيه، لكن مع تزايد ساعات استخدامه، برزت ظاهرة لافتة تتمثل في النسيان السريع وضعف التركيز حتى في أبسط التفاصيل الحياتية. 

فكيف تؤثر التكنولوجيا على الذاكرة؟ وهل هناك طرق للاستفادة منها دون الوقوع في فخ التشتت الذهني؟، تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية كافة التفاصيل.

الموبايل والذاكرة

في السنوات الأخيرة، تحولت الهواتف الذكية إلى شريك دائم للشباب في كل تفاصيل يومهم، بدءًا من الاستيقاظ على صوت المنبه، مرورًا بمتابعة الدروس والمحاضرات عبر الكورسات الإلكترونية، وانتهاءً بقضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي.

الموبايل والذاكرة
الموبايل والذاكرة

ورغم هذه المزايا، بدأت تظهر شكاوى متكررة من ضعف التركيز والنسيان اللحظي، وهو ما دفع خبراء الطب النفسي وعلم الأعصاب إلى دق ناقوس الخطر.

ويشير المختصون إلى أن المخ يعمل بطريقة منظمة، حيث يحتاج إلى فترة زمنية كافية لتخزين المعلومات ونقلها من الذاكرة القصيرة إلى الطويلة. 

لكن مع الانتقال السريع بين التطبيقات والإشعارات المتكررة، لا يحصل الدماغ على هذه الفرصة، مما يؤدي إلى ضياع المعلومات بسرعة كبيرة.

ولعل أكثر ما يثير الانتباه أن الشباب أنفسهم أصبحوا يلاحظون هذه المشكلة في حياتهم اليومية، مثل نسيان تنفيذ طلبات بسيطة أو الشك في إنجاز أمور روتينية.

رأي الأطباء بخصوص مشكلة الموبايل والذاكرة

 ويرى الأطباء أن ذلك لا يعد مرضًا بحد ذاته، وإنما هو انعكاس مباشر لأسلوب حياة يعتمد بشكل مفرط على التكنولوجيا ويقل فيه التركيز الواعي.

من جانب آخر، أظهرت دراسات حديثة أن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية قد يضعف القدرة على التركيز العميق (Deep Focus)، وهو النوع من الانتباه الذي يحتاجه الفرد للتعلم والتفكير النقدي. 

وهذا ما يفسر معاناة بعض الشباب من صعوبة الحفظ أو ضعف الاستيعاب عند الاعتماد الكلي على متابعة الدروس عبر الهاتف دون ممارسة أنشطة ذهنية موازية.

ولمواجهة هذه التحديات، ينصح الأطباء بوضع حدود لاستخدام الهاتف، مثل تخصيص أوقات محددة لمتابعة الكورسات، وإغلاق الإشعارات أثناء التعلم، والاعتماد على التلخيص الورقي لتثبيت المعلومات. 

كما أن ممارسة الرياضة والابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة يساعدان على تحسين الذاكرة واستعادة التوازن النفسي.

وفي الوقت ذاته، يرى خبراء التربية أن التكنولوجيا ليست هي المشكلة في حد ذاتها، بل طريقة تعامل الشباب معها، إذ يمكن أن تكون أداة فعّالة للتعلم إذا استخدمت بوعي، أو سببًا مباشرًا لفقدان التركيز إذا أسيء استخدامها.

ومع استمرار التطور التكنولوجي، يبقى التحدي الأكبر أمام الأجيال الجديدة هو كيفية إيجاد التوازن بين الاستفادة من المزايا الرقمية والحفاظ على صحة الدماغ والذاكرة، بما يضمن مستقبلًا أكثر وعيًا وإنتاجية.