خسوف القمر.. مشهد كوني يبعث الرهبة ويدعو إلى الخشوع والذكر
خسوف القمر.. مشهد كوني يبعث الرهبة ويدعو إلى الخشوع والذكر

شهدت السماء في ساعات متأخرة من الليل ظاهرة فلكية نادرة تمثلت في خسوف القمر، وهو الحدث الذي اعتاد الإنسان على مراقبته منذ القدم، لما يحمله من رهبة وإعجاز، حيث يتجلى عِظم قدرة الخالق سبحانه وتعالى في تسيير هذا الكون بدقة متناهية ونظام محكم لا يختل.
خسوف القمر في التراث الإسلامي
وفي التراث الإسلامي، ارتبطت هذه الظواهر الكونية بمشاعر الخوف والخشوع لله عز وجل، فقد روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا حتى يُكشف ما بكم".

صلاة الخسوف عبادة غابت عن كثيرين
تُعد صلاة الخسوف سنة مؤكدة عند وقوع هذه الظاهرة، وهي ركعتان تُصلَّى جماعة أو فرادى، ويُستحب فيها إطالة القراءة والركوع والسجود، تعبيرًا عن الخضوع لله واليقين بقدرته.
ويؤكد العلماء أن المقصود من هذه العبادة أن يشعر الإنسان بضعفه أمام عظمة الكون، فيلجأ إلى الدعاء والإنابة.
الأدعية المستحبة عند خسوف القمر
لم يرد عن النبي ﷺ دعاء محدد عند خسوف القمر، لكن ورد الحث على الإكثار من الاستغفار والدعاء والصدقة، ومن أبرز ما يمكن أن يقال:
- "اللهم اغفر لنا وارحمنا، واصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن".
- "اللهم اجعلها ساعة خير وبركة، واكشف عنا البلاء برحمتك يا أرحم الراحمين".
- "أستغفر الله العظيم وأتوب إليه".
رسالة روحية خسوف القمر
ويرى علماء الدين أن خسوف القمر لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره مجرد ظاهرة فلكية، بل هو رسالة إيمانية تذكّر الإنسان بضعفه وحاجته المستمرة إلى الله، وتدعوه إلى مراجعة نفسه، والإكثار من الطاعات، والبعد عن الغفلة والانشغال بالدنيا.
فالظواهر الكونية كما يؤكدون ما هي إلا آيات من آيات الله، تظهر لتوقظ القلوب، وتدعو العقول إلى التفكير والتأمل، وتعيد إلى النفس البشرية يقينها بأن الكون بيد الخالق وحده.