التعرض المفرط للشاشات.. خطر صامت يهدد الصحة الجسدية والنفسية في عصر التكنولوجيا
في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، بات التعرض المفرط للشاشات مشكلة صحية متنامية يعاني منها الملايين حول العالم.
فمع ازدياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في العمل والدراسة والترفيه، ارتفعت معدلات الإجهاد الرقمي وتأثيراته السلبية على الجسم والعقل.
أضرار التعرض لشاشات التليفزيون
تشير دراسات حديثة إلى أن متوسط الوقت الذي يقضيه الفرد أمام الشاشات تجاوز 7 ساعات يوميًا، وهو رقم ينذر بخطر حقيقي على الصحة.
فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر مباشرة على العين، مسببًا جفافًا وتشوشًا في الرؤية وصداعًا مستمرًا، كما يعرقل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، مما يؤدي إلى الأرق واضطراب الساعة البيولوجية.
ولا يقتصر الأمر على الأضرار الجسدية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الصحة النفسية.
فقد أثبتت دراسات أن الإفراط في استخدام الهواتف وتصفح الشبكات الاجتماعية يزيد من معدلات القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية، خاصة بين المراهقين والشباب.
كما أن الانشغال الدائم بالشاشات يقلل القدرة على التركيز ويضعف الذاكرة مع مرور الوقت.

أضرار بدنية لا يمكن تجاهلها
يسبب الجلوس الطويل أمام الأجهزة الإلكترونية مشكلات في العمود الفقري نتيجة انحناء الرقبة والظهر، وهو ما يعرف بـ "رقبة الموبايل".
بالإضافة إلى ذلك، تضعف قلة الحركة الدورة الدموية وترفع خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب.
كيف نحمي أنفسنا من الإجهاد الرقمي؟
يوصي خبراء الصحة باتباع قاعدة 20-20-20، والتي تنص على أخذ استراحة كل 20 دقيقة للنظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
كما ينصحون بتقليل السطوع، واستخدام فلاتر للضوء الأزرق، وإبعاد الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل.
كما يجب على الأهالي مراقبة استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية، ووضع حدود زمنية واضحة، وتشجيعهم على الأنشطة البدنية والهوايات بعيدًا عن الشاشات.
التوازن هو الحل
لا يمكن الاستغناء عن التكنولوجيا، لكنها تحتاج إلى تعامل واعٍ ومتزن فالاستخدام الصحيح للأجهزة الذكية قد يكون أداة للتعلم والتواصل، بينما الإفراط فيها يحولها إلى مصدر ضغط وإرهاق.







